فصل: فصل وهذه البشارة مطابقة لما في صحيح البخاري:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى (نسخة منقحة)



.فصل وهذه البشارة مطابقة لما في صحيح البخاري:

إنه قيل لعبد الله بن عمرو أخبرنا ببعض صفات رسول الله صلى الله عليه وسلم في التوراة، فقال: (إنه لموصوف في التوراة ببعض صفته في القرآن: {يا أَيُها النَبيُّ إِنّا أَرسَلناكَ شاهِداً وَمُبَشِرا وَنَذيراً} وحرزا للأميين، أنت عبدي ورسولي سميتك المتوكل، ليس بفظ ولا غليظ ولا صخاب بالأسواق، ولا يجزي بالسيئة السيئة ولكن يجزي بالسيئة الحسنة ويعفو ويغفر، ولن أقبضه حتى أقيم به الملة العوجاء، فافتح به أعينا عميان وآذانا صما، وقلوبا غلفا: بأن يقولوا لا إله إلا الله) وقوله: (إن هذا في التوراة) لا يريد به التوراة المعينة التي هي كتاب موسى فإن لفظ التوراة والإنجيل والقرآن والزبور، وبلفظ التوراة عن القرآن، وبلفظ الإنجيل عن القرآن أيضا وفي الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم: «خفف على داود القرآن فكان ما بين أن تسرج دابته إلى أن يركبها يقرأ القرآن» فالمراد به قرآنه وهو الزبور، وكذلك قوله في البشارة التي في التوراة: (نبيا أقيم لبني إسرائيل من إخوتهم، أنزل عليه توراة مثل توراة موسى)، وكذلك في صفة أمته صلى الله عليه وسلم في الكتب المتقدمة (أناجيلهم في صدورهم) فقوله: (أخبرني بصفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في التوراة) إما أن يريد التوراة المعينة أو جنس الكتب المتقدمة، وعلى التقديرين فإجابة عبد الله بن عمرو بما هو في التوراة أي التي هي أعم من الكتاب المعين، فإن هذا الذي ذكره ليس في التوراة المعينة بل هو في كتاب أشعيا كما حكيناه عنه، وقد ترجموه أيضا بترجمة أخرى فيها بعض الزيادة (عبد ورسولي الذي سرت به نفسي، أنزل عليه وحيي فيظهر في الأمم عدلي ويوصيهم بالوصايا، لا يضحك، ولا يسمع صوته في الأسواق، يفتح العيون العور، والآذان الصم، ويحي القلوب الغلف، وما أعطيه لا أعطيه أحدا، يحمد الله حمدا جديدا يأتي به من أقطار الأرض، وتفرح البرية وسكانها، يهللون الله على كل شرف، ويكبرونه على كل رابية، لا يضعف، ولا يغلب، ولا يميل إلى الهوى، مشفح، ولا يذل الصالحين الذين هم كالقصبة الضعيفة، بل يقوي الصديقين، وهو ركن المتواضعين، وهو نور الله الذي لا يطفأ، أثر سلطانه على كتفيه). وقوله: (مشفح) بالشين المعجمة والفاء المشددة بوزن مكرم، وهي لفظه عبرانية مطابقة لاسم محمد معنى ولفظا مقاربا كمطابقة موذ موذ بل أشد مطابقة، ولا يمكن العرب أن يتلفظوا بها بلفظ العبرانية فإنها بين الحاء والهاء، وفتحة الفاء بين الضمة والفتحة، ولا يستريب عالم من علمائهم منصف أنها مطابقة لاسم محمد، قال أبو محمد ابن قتيبة (مشفح) محمد بغير شك، واعتباره أنهم يقولون: شفحالاها. إذا أرادوا أن يقولوا الحمد لله، وإذا كان الحمد شفحا فمشفح محمد بغير شك، وقد قال لي ولغيري بعض من أسلم من علمائهم (إن مئذ مئذ) هو محمد، وهو بكسر الميم والهمزة، وبعضهم يفتح الميم ويدنيها من الضمة قال؛ ولا يشك العلماء منهم بأنه محمد وغن سكتنا عن إيراد ذلك، وإذا ضربنا عن هذا صفحا فمن هذا الذي انطبقت عليه وعلى أمته هذه الصفات سواه؟؟ ومن هذا الذي أثر سلطانه وهو خاتم النبوة على كتفيه رآه الناس عيانا مثل زر الحجلة؟؟ فماذا بعد الحق إلا الضلال، وبعد البصيرة إلا العمى {وَمَن لَم يَجعلِ اللَهُ لَهُ نوراً فَما لَهُ مِن نور} فصفات هذا النبي ومخرجه ومبعثه وعلاماته وصفات أمته في كتبهم يقرؤونها في كنائسهم ويدرسونها في مجالسهم لا ينكرها منهم عالم ولا يأباها جاهل؛ ولكنهم يقولون لم يظهر بعد، وسيظهر ونتبعه. قال ابن إسحاق: حدثني محمد بن أبي محمد، عن عكرمة وعن سعيد بن جبير عن ابن عباس: أن يهود كانوا يستفتحون على الأوس والخزرج برسول الله صلى الله عليه وسلم قبل مبعثه، فلما بعثه الله من العرب كفروا به وجحدوا ما كانوا يقولونه فيه، فقال معاذ بن جبل وبشر بن البراء بن معرور وداود بن سلمة: يا معشر يهود: اتقوا الله وأسلموا فقد كنتم تستفتحون علينا بمحمد صلى الله عليه وسلم ونحن أهل شرك، وتخبرونا بأنه نبي مبعوث، وتصفونه بصفته، فقال سلام بن مسلم أخو بني النضير: ما جاءنا بشيء نعرفه، وما هو بالذي كنا نذكر لكم، فانزل الله عز وجل: {وَكانوا مِن قَبلُ يَستَفتِحونَ عَلى الَّذَينَ كَفَروا مِن قَبلُ فَلَما جاءَهُم ما عَرَفوا كَفَروا بِهِ فَلَعَنَةُ اللَهِ عَلى الكافرين}.
وقال أبو العالية: كانا اليهود إذا استنصروا بمحمد على مشركي العرب يقولون: اللهم ابعث هذا النبي الذي نجده مكتوبا عندنا حتى يعذب المشركين ويقتلهم، فلما بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم ورأوا أنه من غيرهم كفروا به حدسا للعرب وهم يعلمون أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله تعالى هذه الآيات: {فَلَما جاءَهُم ما عَرَفوا كَفَروا بِهِ فَلَعنَةُ اللَهِ عَلى الكافرين} وقال ابن إسحاق حدثني عاصم بن عمر بن قتادة الأنصاري، عن رجال اليهود، وكنا أهل شرك أصحاب أوثان وكانوا أهل كتاب عندهم علم ليس عندنا، وكانت لا تزال بيننا وبينهم شرور، فإذا نلنا منهم بعض ما يكرهون قالوا لنا قد تقارب زمان نبي يبعث الآن نتبعه فنقتلكم معه قتل عاد وإرم فكنا كثيرا ما نسمع ذلك منهم، فلما بعث الله رسوله صلى الله عليه وسلم أجبناه حين دعانا إلى الله، وعرفنا ما كانوا يتوعدونا به، فبادرناهم إليه فآمنا به وكفروا به، ففينا وفيهم نزلت هذه الآيات التي في البقرة {وَلَما جاءَهُم كِتابٌ مِن عِندِ اللَهِ مٌصَدِقٌ لِما مَعَهُم وَكانوا مِن قَبلُ يَستَفتِحونَ عَلى الَّذينَ كَفَروا فَلَما جاءَهُم ما عَرَفوا كَفَروا بِهِ فَلَعنَةُ اللَهِ عَلى الكافرين}.اليهود إذا استنصروا بمحمد على مشركي العرب يقولون: اللهم ابعث هذا النبي الذي نجده مكتوبا عندنا حتى يعذب المشركين ويقتلهم، فلما بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم ورأوا أنه من غيرهم كفروا به حدسا للعرب وهم يعلمون أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله تعالى هذه الآيات: {فَلَما جاءَهُم ما عَرَفوا كَفَروا بِهِ فَلَعنَةُ اللَهِ عَلى الكافرين} وقال ابن إسحاق حدثني عاصم بن عمر بن قتادة الأنصاري، عن رجال اليهود، وكنا أهل شرك أصحاب أوثان وكانوا أهل كتاب عندهم علم ليس عندنا، وكانت لا تزال بيننا وبينهم شرور، فإذا نلنا منهم بعض ما يكرهون قالوا لنا قد تقارب زمان نبي يبعث الآن نتبعه فنقتلكم معه قتل عاد وإرم فكنا كثيرا ما نسمع ذلك منهم، فلما بعث الله رسوله صلى الله عليه وسلم أجبناه حين دعانا إلى الله، وعرفنا ما كانوا يتوعدونا به، فبادرناهم إليه فآمنا به وكفروا به، ففينا وفيهم نزلت هذه الآيات التي في البقرة {وَلَما جاءَهُم كِتابٌ مِن عِندِ اللَهِ مٌصَدِقٌ لِما مَعَهُم وَكانوا مِن قَبلُ يَستَفتِحونَ عَلى الَّذينَ كَفَروا فَلَما جاءَهُم ما عَرَفوا كَفَروا بِهِ فَلَعنَةُ اللَهِ عَلى الكافرين}.

.فصل: الوجه الرابع والعشرون:

قوله في كتاب أشعيا: أشكر حبيبي وابني أحمد فلهذا جاء ذكره في نبوة أشعيا أكثر من غيرها من النبوات، وأعلن أشعيا بذكره ووصفه ووصف أمته، ونادى بها في نبوته سرا وجهرا لمعرفته بقدره ومنزلته عند الله.
وقال أشعيا أيضا: إنا سمعنا من أطراف الأرض صوت محمد وهذا إفصاح باسمه صلى الله عليه وسلم، فليرنا أهل الكتاب نبيا نصت الأنبياء على اسمه وصفته ونعته وسيرته وصفة أمته وأحوالهم سوى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟؟.

.فصل: الوجه الخامس والعشرون:

قول حبقوق في كتابه: إن الله جاء من اليمن، والقدوس من جبال فاران، لقد أضاءت السماء من بهاء محمد، وامتلأت الأرض من حمده، وشاع منظره مثل النور، يحوط بلاده بعزة، تسير المنايا أمامه، وتصحب سباع الطير أجناده، قام يمسح الأرض فتضعضعت له الجبال القديمة وانخفضت الروابي، فتزعزعت أسوار مدين، ولقد حاز المساعي القديمة ثم قال: زجرك في الأنهار، واحتدام صوتك في البحار، ركبت الخيول، وعلوت مراكب الأتقياء، وستنزع في قسيك أعراقا، وترتوي السهام بأمرك يا محمد ارتواء ولقد رأتك الجبال فارتاعت، وانحرف عنك شؤبوب السيل، وتغيرت المهاري تغييرا رفعت أيديها وجلا وخوفا، وسارت العساكر في بريق سهامك ولمعان نيازكك تدوخ الأرض وتدوس الأمم، لأنك ظهرت لخلاص أمتك، وإنقاذ تراث آبائك فمن رام صرف هذه البشارة عن محمد فقد رام ستر الشمس بالنهار وتغطية البحار، وإني يقدر على ذلك وقد وصفه بصفات عينت شخصه وأزالت عن الحيران لبسه؟؟؟؟؟ بل قد صرح باسمه مرتين، حتى انكشف الصبح لمن كان ذا عينين، وأخبر بقوة أمته وسير المنايا أمامهم واتباع جوارح الطير آثارهم، وهذه النبوة لا تليق إلا بمحمد صلى الله عليه وسلم ولا تصلح إلا له ولا تنزل إلا عليه، فمن حاول صرفها عنه فقد حاول صرف الأنهار العظيمة عن مجراها، وحبسها عن غايتها ومنتهاها، وهيهات ما يروم المبطلون والجاحدون ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون فمن الذي فمن الذي امتلأت الأرض من حمده وحمد أمته لله في صلواتهم وخطبهم وأدبار صلواتهم وعلى السراء والضراء وجميع الأحوال سواء؟؟ حتى سماهم الله قبل ظهورهم الحمادين ومن الذي كان وجهه كأن الشمس والقمر يجريان فيه في ضيائه ونوره؟.
قَد عَودَ الطَيرُ عاداتٍ وَثقَنُ بِها ** شاهِدَهُ في وَجهِهِ يَنطِق

لَو لَم يَقل إِني رَسولٌ أما ** فَهُنّ يَتَبِعنَهُ في كُلِ مُرتَحَلِ

ومن الذي سارت المنايا أمامه وصحبت سباع الطير جنوده لعلمها بما يقرب من ذبح الكفار لله الواحد القهار؟.
يَتَطايَرونَ بِقُربِهِ قُربانَهُم ** بِدِماءِ مَن عَلِقوا مِنَ الكُفارِ

ومن الذي تضعضعت له الجبال وانخفضت له الروابي وداس الأمم ودوخ العالم انتقضت بنوبته الممالك وخلص الأمة من الشرك والكفر والجهل والظلم سواه؟؟.

.فصل: الوجه السادس والعشرون:

قوله في كتاب حزقيل يهدد اليهود ويصف لهم أمة محمد صلى الله عليه وسلم وإن الله مظهرهم عليكم، وباعث فيهم نبيا، وينزل عليه كتابا، ويملكهم رقابكم فيقهرونكم ويذلونكم بالحق، ويخرج رجال بني قيذار في جماعات الشعوب معهم ملائكة على خيل بيض متسلحين يوقعون بكم، وتكون عاقبتكم إلى النار فمن الذي أظهره الله على اليهود حتى قهرهم وأذلهم وأوقع بهم وأنزل عليه كتابا؟ ومن هم بنو قيذار غير بني إسماعيل الذين خرجوا معه ومعهم جماعات الشعوب؟؟ ومن الذي نزلت عليه وعلى أمته الملائكة على خيل بيض يوم بدر ويوم الأحزاب ويوم جنين حتى عاينوها عيانا تقاتل بين يديه وعن يمينه وعن شماله، حتى غلب ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا فأصبحوا بين قتيل وأسير ومنهزم؟؟.